ورقة الاستاذ عثمان النو حول عرض مسرحية (كراس حساب)

نواصل نشر سلسلة الاوراق النقدية والمحاضرات والتجارب التي قدمت في مهرجان الصنيعية المسرحي عبر الانترنت - الدورة الاولى مايو 2020م من اول ايام عيد الفطر والمبارك وإلى العاشر منه
تحت شعار: كنحلة تمدك الشفاء يسهرون لصد الوباء
(خليك في البيت الله يخليك)
شخصية المهرجان: أطباء بلادي ملائكة الرحمة ورسل الشفاء
ورقة نقدية عن عرض مسرحية كراس حساب

منطقة صناعة العرض المسرحي
ورشة المسرح ثورة
مسرحية كراس حساب
كراس حساب هو نتاج ورشة تدريبية كانت في ساحة الاعتصام والهدف منها في المقام الأول هو استخدام المسرح في عملية الدعم النفسي الاجتماعي للشباب والشباب ضحايا العنف الصاحب الحراك الثوري من قبل السلطة البائدة من ضرب واعتقال وتعذيب .. استندت الورشة على منهج الفنون كوسائط علاجية لضحايا العنف الممنهج . استمرت الورشة لمدة أسبوعين حتى الساعات الأخيرة لمجزرة ساحة الاعتصام بالقيادة العامه للقوات المسلحة .. توقفت الورشة ثم عاودت بقوة لتنتج عرض كراس حساب ..أغلبية المشتركين في هذا العرض هذه المره الأولى لهم في المسرح .
مشاهدة طيبة نتمناها لكم ولا تنسوا أن تقدموا الملاحظات التي تطور التجربة.
وليد الألفي.. صانع عرض مسرحي
كراس حساب.. نثار النغم على إيقاع اللون والجسد
الاستاذ الموسيقار عثمان النو (السودان)
المسرحيه هى فن أو مصنوعة ثقافية معمولة بواسطة ثقافات معينة وأدوات متعددة تعكس حال المجتمع وأيضا تؤثر فيه.
وهى أيضا منظومة توضيحية تتجانس فيها أكثر من وسيلة واحدة تكمل كل منها الأخرى عند العرض .
صناعة العرض هى كل العمليات والمراحل التى يمر بها العمل الفنى من كونه فكرة وحتى يتحول إلى صورة وصوت ويتم عرضه.
يجب أن ننتبه إلى أن المسرح جزء من الكل الثقافى فأدوات المخرج كالأصوات والقراءة النصية والأغنيات والألحان والقراءة الحركية والإرتجال إنما تختلف بإختلاف البيئات والثقافات التى أفرزتها ،إذن فالفكرة وكل الأدوات السابق ذكرها إنما توظف بطريقة وشكل ومعنى مفهومآ يتفق والكل الثقافى الذى تنتمى إليه المسرحية .
لا تنتج معلومة أو صورة داخل عمل فنى إلا وفقآ لمعتقداتنا أو أسلوبنا في الحياة.
لكل دولة مخطط إستراتيجى وأغلب الدول تحاول إلزام الفنان بمخططها الإستراتيجى وهذا يعتبر القهر السياسي على المجتمع .
النشاط الفنى ظاهرة عادية يقوم بها جميع الناس وتجمع بين الفنان وغير الفنان وإن إختلفت لديهم الدرجات .(إن الناس جميعهم شعراء مادام الفن تعبير والتعبير لغة واللغة بمعناها الواسع شعرا ).
بدأت صناعة العرض وهي تنتهج المقاومة السلمية داخل ميدان يحتاج إلى أنجع الأدوات السلمية وهي الفنون.
إختيار اغلبية تحب المسرح وتؤمن بالسلام والحق في التحرر كان بداية موفقة ..ثم يكون التدريب والمران داخل الفضاء المفتوح وتتم صناعة العرض باحساس المشاركة في البناء والتنفيذ مما رفع الحماس والمعاضضة والدرجة الايمانية بالمنجز. ... إذن كانت الحوجة لقائد يراقب ويرتب ويرفع مستوي المهارات عند المؤديين ..
ارتفعت صناعة العرض الي الخشبة وجاءت الأدوات. الاضاءة اضافت الوانها العمق واحيانا. بعض الغموض .. كان الاستاذ الفنان الفاضل سعيد يقول إن المسرح هو أكثر الاشياء وضوحآ. فلماذا استخدام التلوين بالاضاءة وكان يستخدم الانوار التي تستخدم في اضاءة المنازل. ..وفي هذا تنازل عن بعض أهم ادوات المخرج... في كراس حساب اكسبتنا الاضاءة احساس بأن الخشبة واسعة مما جعل الفرجة غير مملة واصبح المسرح في بعض الأحيان عميق.. في كثير من العروض لا. ننتبه لأرضية الخشبة كان لاستخدام قطع القماش المنثورة علي الارضية دور في هذا. ..
إنعدام شخصية البطل جعل البطولة من نصيب العرض بكامله فكرة ونصآ وادءآ .. تشارك الجميع في النجومية مما زاد حالة الامتاع ودقة المتابعة. وانعدمت حاسة التوقع عند المشاهد ..
تناثرت بعض الانغام لاغنيات وطنية معروفة لأنه يكثر بثها من خلال الاذاعات أضفت معني مباشر. .. إلا. أن الانطباعات الارتجالية بآلة الكمان أضفت الحس الانساني العام بمعاني الفكرة العامة العرض ..
امتلأت الخشبة بالحيوية وروح الشباب في الأداء .. وظهر التحدي لاثبات أننا وحدة واننا نحسن الأداء فامتلأت الصالة بهذا الشعور واستطاع العرض أن يستولي على تركيز المشاهدين. وانبعثت الثقة في قدرات الجيل القادم علي التغيير وايصال افكاره بلغته وتعابيره الخاصة...
في مسرحية كراس حساب ماذا فعل المخرج. .. ..
أعتمد كادرآ من الشباب لم يسبق أن اعتلوا خشبة المسرح وفي هذا جرأة ذات حدين. إما نجاحآ. ومدرسة ذات رؤي جديده ... أو سقوطآ داويآ.
ما. رأيته. نجاحآ داويآ.
اغرقنا في فضاء رمادي لا يوجد. فيه. بطل واعتمد حركة جسدية داخل الخشبة أدت إلى تداخل المرئيات والمسموعات وأصبح يقذف عليها عدة ألوان حققت المتعة.. وهي أحد أهم أهداف العروض. (الفكي عبدالرحمن .. في داخل المتعة تناقش الأفكار تقدم الآراء والمقترحات)
أشاع فسادآ مدمرآ لقوانين اللعب المسرحي المعهود .. فتمرد به على الفساد السياسي وعلى قسوة فض الاعتصام وتهويم الشباب... ثم تمرد على رتابة الفكر المسرحي المعهود (البطل .. الخائن... الراوي الناصح)
قام بتشتيت بعض الفوضي في أداء الرقص. فاكسبت العرض الأريحية في الاداء
إنتهج الجرأة في تقديم الفتاة علي خشبتنا ..
جاءت بما أراد الله لها أن ترتدي. .. فقد عهدنا التوب السوداني كقيد اكثر منه زيآ محتشمآ.. وكان معيقآ..فظهرت حركة الفتيات اكثر تعبيرآ وايصالآ لجمال الأداء ومعانيه واكثر تعبيرآ عن الحرية..
كانت (نتقالد) مقبولة ومدهشة وجاءت ايذانآ ببداية جديده وفتح جرئ لفتيات قادمات بثبات علي خشبة عانت من الاهتزاز. ..
المواد المبدعة عبارة عن لغات... لغة الصوت. .. لغة الضوء.... لغة اللون... لغة الجسد... لغة الكتل.... لغة المؤثرات.. لغة التكوينات الجسدية.. لغة التكوينات النغمية.. لغة المفردة
قام المخرج بالغاء منهجية الراوي المعهودة واستبدلها. مرة بالموسيقى البحتة. واحيانآ بالغناء أو همهمات. ومرة بتعابير جسدية..
الراوي الذي يشكل حضورآ جسديآ على الخشبة يحول المشاهد إلي متلقي خاضع لسطوة النص. ويقيده ويجعله عاجزآ عن ممارسة وظيفته كمتلقي نشط. ويلغي حضوره .. فلابد من راوي ذو هيئة جديده مثلآ (كمنجة حسام)
لغة الموسيقى .. أو تشتيت الوان العلم عبر جدائل الكنداكات المغمورة في الألوان كاجمل واغلى شبال لأجمل وطن
كتل من فتيات. وفتيان واغنيات بمصاحبة إيقاع الأرجل يتحركون تجاه بعضهم بدون الشعور بوجود قائد
من هو الراوي وما علاقته بما يروي .. وبمن يروي له. .. وما علاقته بما يستخدمه من تقنيات تساعده على إقامة تركيب لغوي فني .
لسة. لنا. لقاء نواصل فيه باقي الحاجات

تسلم استاذ النو

شكرا للمشاركة الفعالة